السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهفكي قيدي
فكي قيدي
وارحميني من هذا العذاب ليتني اموت وارتاح من عناء هذه الدنيا القاسية لقد سئمت الحياة والعيش مع قلوب قاسية لاترحم ولاتأبى بمشاعر الغير وأحاسيسها وأحتياجاتها \
/
\
/
هكذا بدأت مها حديثها معي
حديث مليء بالالم والحزن والبكاء الهستيري وكذلك اليأس من الحياةبادرتها بالسؤال كي تفرغ شحناتها الغاضبة واخفف من حدة توترها : لماذا تتمني الموت؟ مالذي حصل ؟\/\/
برغم الدموع التي حفرت وجنتيها
وبرغم الأحمرار الطاغي على وجهها الغاضب
وبرغم مرور سنين العمر
الا انه لم يحجب جمالها الفتان
كما يقال ( الشمس لاتغطى بغربال ) \/كانت تحكي مأساتها لي بسهولة وسلاسة وكأنها وجدت ضالتها ومن يسمعها بقلبه لا بأذنه سرحت في ملامحها قليلا ثم عدت لسماع حكايتهامها: لقد سئمت من هذه الحياة وكل مافيها
اريد ان اتحرر من قيد ازعجني طوال سنوات عدة سوف أخبرك بمشواري الاليم في هذ ه الحياة والذي أوصلني عندك \
/
كُنت انظر الى المرآة وكنت لااعلم هل انا انظر لها ام هي من تنظر الي !! تأملت ملامح وجهي كم هي متغيرة فأنا منذ مدة طويلة لم اقف امام المرآة لاني اكرهها فهي صادقة تظهر لنا كل شيء بوضوح تام وبدون زيف او خداعيالهذا الغزو الابيض على خصلات شعري منذ متى كسيت بالابيض!!وجهي لونه شاحب جدا وكأنه صحراء قاحلة لاحياة بها \
/
سرحت الى الزمن البعيد\/
كم كنت فتاة فائقة الجمالتتمتع بشرتي بالنظارة والصفاءوخدودي كوردة جوريةوخصلات شعري السوداء تتلاعب بها الريح كنت محط انظار الجميع كان الكل يحبني او ربما هكذا ظننت
كنت مسماة لأحمد ابن عمي منذ الصغر ولم اكن اعيي معنى التسمية والحجز!!
ولكثرة ترديد اسمه على مسمعي لم افكر بأحد سواه ولم اكن العب في طفولتي مع ولد سواه
وحينما شعت شمس انوثتي كثر الحديث اكثر من ذي قبل
مها لاحمد واحمد لمها حينها فهمت معنى كلامهم
وتعلقت باحمد كثيرا وهمت بحبه لوسامته في هذه المرحلة اهم مايهم الفتاة هو المظهر وتنسى الجوهر
مرت الاعوام وأنا اكبر وازداد حسنا وجمالا
\
/
\
/
بدأت معاناتي الحقيقية عندما تخرجت من الثانوية
تقدم لخطبتي اخ صديقتي حينها احسست بأنوثتي واني مرغوب في
فبالرغم من تكرار اسم احمد على مسمعي الا اني سعدت اكثر بهذا القادم من بعييييد
لكن اهلي رفضوه بحجة اني مسماة لأحمد
ادركت حينها اني لااحمل اي مشاعر تجاه احمد كيف ساصبح زوجته!!
اخبرت امي بمشاعري وبأني لاأتمنى احمد زوجا لي
لكن مشاعري قوبلت بالرفض وان هذه المشاعر لاقيمة لها امام حكم العائلة
ان كان يحبني لما لم يتزوجني للأن فلقد انهى دراسته الجامعيه وتوظف منذ مدة فهو يكبرني بست سنوات
ماذا ينتظر ؟؟
\
/
في يوم من الايام كنت أجلس وحدي بالمنزل واذ بالهاتف يرن
حينما وضعت السماعه على اذني كان المتصل
احمد : مها اعرف انه لايوجد بالبيت غيرك لكني اود محادثتك بأمر هام
\
/
لاأعرف لما فكرت فجأة بان الامر الهام والحديث سيكون رومانسيا رائعا
لكن كلامه الغاضب قطع حبل حلمي الغبي القصير
\
/
مها انا لااحبك ولا اريد الزواج منك اقنعي اهلك بذلك فانا تعبت من اقناع اهلي وهم يرفضون تزويجي من غيرك
\
/
احمد حتى انا لااريدك زوجا لي اخبرت امي بذلك لكنها رفضت
صرخ بوجهي غاضبا وكأني المذنبة :اقنعي اهلك بأنك لاتريديني
وأنهى الاتصال بكل قبح
\
/
بعد عدة محاولات لعدة سنوات تزوج احمد
بزواجه ظننت ان باب الامل والفرج قد فتح لي وظننت ان الدنيا قد فتحت لي احضانها لتضمني بكل حب وحنان
\
/
وجاء النصيب مرةأخرى
وفرحت فرحا شديدا وتخيلت نفسي عروسا وألبس الفستان الأبيض
لكن فرحي قتل وهو في مهده
بصوت من أبي يعلن الرفض
بحجة أخرى انه ليس من العائله
\
/
كاد قلبي ان يتوقف من القهر
اين آتي بقريب لي يتزوجني ؟؟
كل الاقرباء تزوجوا وحتى من لم يتزوج منهم لايردني زوجة له بسبب حجزي لابن عمي عدة سنوات
ولا ازال مقيدة بقيد احمد
\
/
الحياة تسير والخطاب يأتون ويذهبون بذات الحجج الواهية
وتمر السنون والأعوام وأنا ازداد ألما وحسرة على عمري الضائع
حياة مملة لالون لها ولاطعم ولارائحة
من سيتزوجني بعد هذا العمر فأنا أبلغ
السادسه والثلاثين
[center]\
/
\
/
تنهدت بعمق كادت روحي ان تخرج مع الزفرات ومازلت انظر للمرآة واذ بصوت من خلفي : إلى ما تنظرين ايتها العانس؟؟
انه ابي من وضع الاغلال في يدي
لم أتمالك نفسي
صرخت صرخة عظيمة هززت بها أرجاء المنزل
وألجمت بها كل من حولي
انا عانس
نعم عانس
بسببك انت
بسبب قيدك
حطمت كل ماحولي
رميته بكل ماوقعت عليه يداي
وانا اصرخ من اعماق قلبي المحطم كقطع الزجاج المتناثر على الأرض
اريد ان اتزوج
اريد ان اكون أسرة
اريد ان احس بأنوثتي
انت السبب
انت السبب
فكي قيدي